recent
أحدث الدروس والملخصات

مدخل التزكية المقطع الأول من سورة الحديد وفق الإطار المرجعي.

مدخل التزكية المقطع الأول من سورة الحديد

1. تمهيد للمقطع القرآني:

إعتنى هذا المقطع القرآني بموضوع بالغ الأهمية في حياة الأمة الإسلامية، وهو الإنفاق في سبيل الله تعالى، فقرن الله بينه وبين الإيمان، مع بيان الغاية من بعثة الرسل عليهم السلام، كما بين سبحانه وتعالى بعض مظاهر قدرته وصفاته وتصرفه في خلقه إحياء وإماتة وعلمه بخبايا نفوسهم وأسرارها.
  • فما هو الجزاء الذي أعده الله للمؤمنين المنفقين؟
  • وما الحكمة من ربط الله تعالى الإيمان بالإنفاق؟
  • وما هي الغايات التي من أجلها بعث الله الرسول محمداًﷺ؟

2. نص المقطع القرآني:

سبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6) آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

3. توثيق السورة:

1. نوعها: مدنية
2. عدد آياتها: 28 آية
3. ترتيبها في المصحف: 57 تقع بين سورة الواقعة وسورة والمجادلة
4. موضوعها: تحدثت السورة عن خمسة مواضع:
  • عظمة الله تعالى
  • الإنفاق في سبيل الله تعالى
  • حال المؤمنين والكافرين غداً يوم القيامة
  • الحديث عن الدنيا وحقيقتها ومصيرها.
  • الحديث عن الأنبياء والرسل والغاية من بعثتهم والحث على الاقتداء بهم
5. سبب التسمية:  سميت بسورة الحديد لذكر لفظ الحديد فيها
6. سبب النزول:   هناك سبب نزول لبعض الآيات المتفرقة من السورة وهذه بعضها:
قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ  أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا  وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} .
هذه الآية نزلت في في شأن أبي بكر الصديق، الذي كان يجلس في مجلس النبي ﷺوهو يظهر في حالة رثَّة أصابته بسبب شدة وفقر، فجاءه جبريل -عليه السلام- يسأل عن حال أبي بكر لم هو كذلك؟. فأجابه النبي -ﷺأنَّ أبا بكر قد أنفق ماله كلَّه عليه, أي على نصرة الدين وحماية النبي قبل الفتح, فقال له جبريل -عليه السلام-: إنَّ الله تعالى يقرؤه السلام ويقول له: هل أنت راضٍ عنِّي في فقرك هذا أم ساخط؟, وعندما سمع أبا بكر ذلك بكى وقال: أنا عن ربِّي راضٍ، وبذلك نزلت الآية.

4. القاعدة التجويدية:

ـ مفهومه: هو إدخال النون الساكنة أو التنوين في أحد حروف الإدغام الستة فيصيران حرفاً واحداً مشدداً.
ـ حروفه: ستة مجموعة في قولهم :"يرملون"
ـ أقسامه: ينقسم الإدغام إلى قسمين:
أـ  إدغام بغنة: وحروفه أربعة، مجموعة في قولهم: "يومن"   أمثلة:  وكلاً وعد الله ـ درجةً من الذين.
ب ـ إدغام بغير غنة: وحروفه اثنان وهي: "رل" أمثلة: رءوف رحيم ـ بينات  ليخرجكم

5.شرح المفردات:

 ـ   سبح: نزه وقدس

 ـ   هو الأول والآخر: ليس لوجوده بداية ولا يلحقه الفناء فليس له نهاية

   ـ الظاهر: الذي يظهر للعقول بالأدلة

  ـ  الباطن: لا تدركه الأبصار ولا تعرف جوهره وكنهه وحقيقته.

  ـ  يلج في الأرض: ما يدخلها من مطر وغيره

 ـ ما يعرج منها : ما يصعد إليها من الأعمال والملائكة.

  ـ  مستخلفين فيه : وكلاء ونوابا

  ـ بينات : ظاهرات وواضحات.

  ـ  الفتح: أي فتح مكة

   ـ الحسنى:الجنة

   ـ يقرض: ينفق

  يسعى: يتقدم

6ـ استخراج المضامين

  • الآية 1):افتتحت السورة بتسبيح كل ما في السماوات والأرض لله تعالى تعظيماً لقدرته واعترافاً بحكمته
  • الآيات (2 ـ 6): بيانه تعالى بعض مظاهر قدرته وصفاته وتصرفه في الكون إحياء وإماتة ، وعلمه بخبايا النفوس ودقائق الأمور
  • الآية 7): أمره تعالى المؤمنين بالإيمان والإنفاق في سبيله من المال الذي استخلفهم الله عليه مع بيان جزاء المنفقين.
  • الآية 8: تعجبه تعالى من عدم الإيمان بالله ورسوله رغم دعوته لنا.
  • الآية 9: بيانه تعالى للغاية من بعثة النبي ﷺ وهي آخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان والإسلام
  • الآية 10: بيان الله تعالى لدرجات المنفقين وتفاوت فضلهم بين المنفقين قبل فتح مكة وبعدها.
  • الآية 11 إلى 12: وصف الله تعالى لنعيم المؤمنين المنفقين وتبشيرهم بالجنان والنور التام يوم القيامة.

7ـ الدروس والأحكام الشرعية والقيم

  • وجوب تسبيح الله تعالى وتنزيهه عما لا يليق به
  • وجوب الإيمان بقدرة الله تعالى وعظمته.
  • علم الله واسع لا يحده شئ
  • وجوب الإيمان بالله تعالى والإنفاق من المال المستخلفين عليه
  • الانفاق في سبيل الله سبب تحصيل الأجر والثواب
  • الإيمان بالله تعالى ورسوله وفاء بالميثاق وطاعة لله ورسوله.
  • وجوب الإيمان والعمل بالقرآن الكريم
  • وجوب الإنفاق في سبيل الله.
  • المنفقون درجات متفاوتة.
  • الإيمان والإنفاق من أسباب تحصيل النور التام.
  • وجوب الإيمان بالله ورسوله لتحصيل نعيم الجنة

8.القيم المستفادة: 

  • التوحيد
  • الإيمان
  • الإنفاق
  • الاستقامة
  • الرحمة
  • الإحسان

تحميل بدإف

هل اعجبك الموضوع :
author-img
التربية الإسلامية أونلاين

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

    إعلان المؤلفين

    google-playkhamsatmostaqltradent